"الأونروا": مقتل 500 عامل من موظفي الإغاثة بغزة منذ اندلاع الحرب

حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، من أن أوامر الإخلاء العسكري الإسرائيلي شملت معظم مناطق قطاع غزة، ما أجبر السكان على الانكماش في رقعة جغرافية ضيقة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية.

وأعلن لازاريني، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن السكان المدنيين أصبحوا محاصرين بشكل شبه كامل في مناطق محدودة، بعد أن تحولت الغالبية العظمى من القطاع إلى مناطق عمليات عسكرية، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويقوّض جهود الإغاثة.

قُتلوا أثناء تأدية عملهم

كشف المفوض الأممي أن عدد قتلى موظفي الأونروا بلغ 310 أشخاص منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن هؤلاء العاملين قُتلوا أثناء تأدية مهامهم في الإغاثة وتقديم الخدمات الأساسية للنازحين والمحتاجين.

وأوضح أن عدد القتلى من جميع العاملين في المنظمات الإنسانية في غزة ارتفع إلى ما لا يقل عن 500 موظف، وهو ما يمثل أكبر حصيلة قتلى للعاملين في الإغاثة في صراع واحد في تاريخ الأمم المتحدة الحديث، ما يعكس حجم الخطر الذي تواجهه هذه المنظمات على الأرض.

وأكد أن استمرار استهداف المناطق المدنية وغياب ممرات إنسانية آمنة يعوق عمليات الإغاثة بشكل خطير، كما يُعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر يوميًا.

أوضاع متدهورة ونداءات متكررة

تدهورت الأوضاع في قطاع غزة بشكل غير مسبوق منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة، إلى جانب تدمير آلاف المنازل والبنى التحتية، ونزوح أكثر من 80% من سكان القطاع.

وواجهت الأونروا والمنظمات الدولية صعوبات متزايدة في توصيل المساعدات، بعد تدمير عدد من مقارها، واستهداف قوافل الإغاثة، في ظل استمرار الحصار وإغلاق المعابر، ما أدى إلى انعدام الأمن الغذائي والدوائي، وتفشي الأمراض في مخيمات النزوح.

وطالبت الأمم المتحدة مرارًا بتوفير حماية للعاملين في المجال الإنساني وضمان وصول المساعدات، إلا أن الاستجابة من جانب الأطراف المتحاربة كانت محدودة، ما دفع عدداً من الدول المانحة إلى إعادة النظر في آلية إيصال المساعدات، وسط تحذيرات من انهيار شامل للنظام الإنساني في غزة.